كان يا ما كان، بضيعة صغيرة بين الجبال بلبنان، كانت تعيش بنت صغيرة اسمها لينا. لينا كانت شجاعة وحبّابة للطبيعة، وكانت دايمًا تروح تمشي بالغابة القريبة من بيتها. بس كان في مكان بالغابة محدا يقرّب منه، لأنّه الكل يقول إنه مسحور. هالمكان كان مليان أشجار عالية وكثيفة، وما كان حدا يعرف شو مخبّا وراها.
البداية
بيوم من الأيام، لينا قررت إنها تستكشف هالمكان المجهول. أخدت معها حقيبة صغيرة فيها ميّة، تفاحة، وكشاف. جدتها حذرتها قبل ما تروح:
“يا لينا، الغابة المخفية مش مثل باقي الأماكن، لازم تكوني حذرة!”
لينا ابتسمت وقالت:
“ما تخافي يا تيتا، رح كون منتبهة.”
دخلت لينا الغابة، وكل ما مشيت أكتر، كانت الأشجار تصير أعلى وأكثف. الأرض كانت مغطاية بأوراق الشجر، والجو كان هادي بشكل غريب. بس لينا ما خافت، كانت متحمسة تعرف شو مخبّي ورا هالغابة.
الاكتشاف الأول
وهي ماشية، سمعت صوت مياه. قرّبت أكتر وشافت شلال صغير، والمياه كانت صافية وبتلمع تحت ضو الشمس اللي كان يمرق من بين الأشجار. قربت لتشرب، وفجأة شافت حجارة صغيرة عليها رسومات غريبة. مسكت حجر منهم، وكان عليه رسم لطير كبير بأجنحة مفتوحة.
“شو يعني هالرسم؟” فكّرت لينا.
قررت تكمّل طريقها وتشوف إذا فيه شي تاني.
الأصدقاء الجدد
بعد شوي، سمعت صوت خفيف، وكأنه خطوات صغيرة. لفت وشافت أرنب صغير عم ينطّ وراها. الأرنب كان لونه بني وعيونه كبيرة. لما شافها، قرب منها وكأنه بده يدلها على شي.
لينا تبعت الأرنب، وكل ما كان ينطّ، كانت هي تلحقه. بعد مسافة قصيرة، وصلوا لمكان مفتوح، وفيه بحيرة صغيرة. حوالي البحيرة كان فيه مجموعة من الحيوانات: طيور ملونة، سلحفاة، وسنجاب عم ياكل جوز. الحيوانات كانت هادية، وكأنه المكان كله مسالم ومليان سحر.
السرّ الكبير
وهي عم تتفرج على المكان، لاحظت إن فيه شجرة كبيرة بنص البحيرة، وجذعها عليه نفس الرسومات اللي شافتها على الحجر. قرّبت من الشجرة ولمست الجذع، وفجأة فتحت الأرض تحتها باب صغير.
“شو هيدا؟” قالت لينا بحماس.
الباب كان يودي لأنفاق صغيرة تحت الأرض. لينا نزلت بحذر، وكل ما مشت أكتر، لقت رسومات على الحيطان بتحكي قصة قديمة عن أهل عاشوا بالغابة وكانوا يحافظوا عليها وعلى الحيوانات فيها. بس لما تركوها، صار المكان سري وما عاد حدا يعرف عنه.
النهاية
لينا قررت إنها تخبر أهل الضيعة عن المكان. رجعت لجدة وقالت لها:
“تيتا، الغابة المخفية ما فيها خوف، فيها جمال وسرّ عن أهل زمان.”
رجعت مع أهل الضيعة، وكلهم انبهروا بالمكان. صاروا يزوروه ويحافظوا عليه، وصار مكان للراحة والسلام لكل الضيعة.
لينا حسّت بالفخر، لأنها مش بس اكتشفت مكان جديد، لكنها حافظت على طبيعته وسحره، وصارت هي بطلة الضيعة الصغيرة.