(قصة للأطفال باللهجة المصرية)
في يوم من الأيام، كان فيه ولد صغير اسمه مشمش، عايش في حارة هادية في حي شعبي في القاهرة. مشمش كان مشهور بين أصحابه بذكاؤه وفضوله الكبير.
يومها كانت الدنيا هوا جامد، والجو متقلب. مشمش كان قاعد في البلكونة، بيكتب واجب المدرسة، لحد ما فجأة، ورقة الواجب طارت من إيده وراحت بتجري في الشارع!
صرخ وقال:
“يا نهار أبيض! الورقة فيها واجب الحساب!”
نزل يجري وراها حافي وهو بيزعق:
“استني يا ورقة! ما تروحيش!”
الورقة طارت فوق عربية فول، وعدّت من فوق راس القرد اللي بيعمل حركات في الشارع، وعدّت من تحت عربية ميكروباص، وفجأة… لزقت على وش قط بلدي كان نايم ع الرصيف.
القط صحى مفزوع وقال:
“إيه ده! مين صحّاني؟!”
مشمش ضحك وقال:
“أنا آسف، دي ورقتي، كانت بتجري ورا الريح!”
القط قال:
“ماشي، بس تعزمني على سمكة مشوية، ولا مش هرجعها!”
مشمش قال:
“ماشي، بس لازم نرجّعها الأول!”
القط وفق، ومسك الورقة في بُقه، ومشي مع مشمش.
وأول ما وصلوا تحت البلكونة، جات نسمة هوا جديدة، وخطفت الورقة تاني!
القط قال:
“أنا قلتلك استناني ألزقها في وشي أحسن.”
مشمش ضحك وقال:
“طب نطلب مساعدة.”
جري مشمش على الراجل بتاع البالونات في أول الشارع، وقال له:
“عم حنفي! ممكن أستعير بالونة أطير بيها وأجيب الورقة؟”
عم حنفي قال وهو بيضحك:
“بالونة واحدة؟ هتطير إزاي؟ خد خمس بالونات!”
ربط مشمش البالونات في ضهره، وبدأ يطلع فوق… فوق… لحد ما وصل للسقف، ولقى الورقة معلقة على شجرة.
مد إيده… وخدها!
بس حصل حاجة تانية… بالونات زيادة طارت بيه أكتر!
فضل يصرخ:
“أنا فوق! بس مش عارف أنزل!”
القط من تحت قال:
“اربط الورقة في البالونة، وسيب نفسك تنزل، والورقة توصلني وأنا أستناك في آخر الشارع!”
مشمش عمل كده، وساب الورقة تتطير ناحية القط، والقط خدها، وجري على المدرسة.
أما مشمش، نزل على راحة عربية كارو محملة برسوم كارتون، والراجل قال له:
“إنت طاير ولا إيه؟”
مشمش ضحك وقال:
“أنا بس بدوّر على واجبي!”
وفي الآخر، دخل المدرسة، وقدّم الورقة للمدرس، والقط كان واقف جنبه زي البودي جارد.
المدرس قال:
“إيه ده؟ واجبك عليه ريحة سمك؟”
مشمش قال:
“دي قصة طويلة، بس الأهم… إني عملت الواجب!”
العبرة من القصة:
حتى لما الدنيا تاخد منك حاجة… التعاون والذكاء يخلّوك ترجعها.
