كان يا مكان، في قرية صغيرة، فيه ولد اسمه ناصر. ناصر كان ولد شجاع وفضولي، يحب يستكشف كل شيء حوالينه. يوم من الأيام، وهو يتمشى جنب الغابة، شاف شجرة غريبة ما قد شاف مثلها من قبل. أوراقها كانت ذهبية تلمع، وفروعها مليانة فواكه بألوان عجيبة.
ناصر وقف وقال:
“سبحان الله! وش هذي الشجرة؟ أكيد فيها سر!”
قرر ناصر يقرب منها. لما لمس جذع الشجرة، سمع صوت هادي يقول:
“مرحباً يا ناصر، أنا الشجرة العجيبة. أنا ما أعطي ثماري لأي أحد، لكن إذا كنت طيب القلب وشجاع، رح أساعدك.”
ناصر استغرب وقال:
“كيف تعرفين اسمي؟ وش لازم أسوي عشان تثقين فيني؟”
ردت الشجرة:
“أنا أعرف كل شيء عن الناس اللي يزوروني. عشان أثق فيك، لازم تساعد أهل قريتك بأي طريقة تقدر عليها.”
ناصر فكر وقال:
“طيب، رح أثبت لك إني أستحق مساعدتك.”
رجع ناصر للقرية، وبدأ يدور على أي شخص محتاج مساعدة. ساعد الجدة أم سالم في جلب الماء من البئر، ورتب ألعاب الأطفال اللي كانوا يلعبون في الساحة، وحتى ساعد العم حسن في جمع الحطب.
بعد ما خلص يومه، رجع ناصر للشجرة وقال:
“أنا حاولت أساعد قد ما أقدر. الحين، تثقين فيني؟”
الشجرة اهتزت، وبدأت أوراقها تتلألأ أكثر. قالت:
“أحسنت يا ناصر، أثبتت إنك ولد طيب وشجاع. الحين، اختار ثمرة من فروع الشجرة، وكلها، لكن خلي بالك: كل ثمرة تعطيك شيء مختلف.”
ناصر نظر للفواكه. كانت فيه ثمرة لونها أحمر، وثمرة لونها أزرق، وثمرة ذهبية. قرر يختار الثمرة الذهبية، لأنها كانت تلمع أكثر من الباقي.
لما أكلها، حس بشعور غريب. فجأة، صار عنده القدرة على فهم كلام الحيوانات والطبيعة. صار يسمع العصافير تتكلم، والرياح تهمس، وحتى الأنهار تغني!
الشجرة قالت له:
“هذي الهدية عشان قلبك الطيب. استخدمها بحكمة، وساعد كل من يحتاج مساعدتك.”
من بعدها، صار ناصر معروف في قريته. كل ما واجه أحد مشكلة مع الحيوانات أو الطبيعة، كان ناصر يحلها بفضل هديته. وصار الكل يحب ناصر ويحترمه، والشجرة العجيبة بقيت صديقته السرية.
وهكذا، عاش ناصر حياة مليانة مغامرات، وحكمته كانت دائماً:
“الطيبة والشجاعة يفتحون لك أبواب ما تتوقعها.