في ضيعة فلسطينية صغيرة، كانت ليلى بنت تحب تستكشف الأماكن الجديدة وتحب المغامرات. كانت دايمًا تروح تلعب جنب النهر الصغير اللي يمرق من طرف الضيعة، بس كان في جسر قديم ومكسور ما حد يقرّب منه. الكل كانوا يقولوا إنه “جسر الأحلام”، وإنه اللي يمرق عليه لازم يكون عنده قلب قوي وعزيمة.
في يوم من الأيام، كانت ليلى قاعدة قرب النهر، وفجأة، سمعت صوت جدها وهو يحكي لأمها عن الجسر. قال بصوت هادي:
“زمان، كان الجسر هذا مكان للناس اللي عندهم حلم كبير، كانوا يمرقوا عليه ويلاقوا طريقهم.”
هالكلام خلّى ليلى تفكر، “يعني ممكن لو مريت عليه ألاقي حلمي؟”
من يومها، قررت إنها تكتشف سرّ الجسر، بس كانت تعرف إنه لازم تكون شجاعة.
تاني يوم، قررت تروح لوحدها. لما وصلت، شافت الجسر مكسور شوي، والخشب قديم، بس النهر تحته كان يمشي بهدوء وكأنه يهمس بأسرار قديمة. وقفت ليلى قدام الجسر، قلبها يدق بسرعة، لكنها أخذت نفس عميق وقالت لنفسها:
“أنا شجاعة، وما رح أخاف!”
خطت أول خطوة، وبعدها خطوة تانية، وفجأة، حست الأرض تتحرك تحتها! خافت شوي، بس كملت. لما وصلت للنص، سمعت صوت ناعم، وكأنه ريح عم تحكي:
“كل شخص يمرق من هون لازم يعرف شو حلمه، شو حلمك يا ليلى؟”
وقفت ليلى وفكرت، شو حلمي؟ دايمًا كنت أحب الطبيعة، أحب أساعد الناس، بس هل هيدا حلمي؟ فجأة، تذكرت كيف دايمًا كانت تشوف الأولاد الصغار بالضيعة ما عندهم مكان يلعبوا فيه، وهون عرفت.
قالت بصوت عالي:
“أنا بحلم يكون عنا حديقة كبيرة، لكل الأولاد يلعبوا فيها وما يضلوا بدون مكان!”
فجأة، حسّت الجسر صار أقوى تحتها، وكأنه عم يشجعها، وكملت مشي ووصلت للطرف التاني.
من وقتها، صارت ليلى تفكر كيف تحقق حلمها. راحت لعند أهل الضيعة، حكت لهم عن فكرتها، وبلّشت تقنع الكل يساعدوها. بعد أسابيع قليلة، اشتغلوا كلهم مع بعض، وزرعوا شجر، وحطوا مقاعد وألعاب، وصارت الحديقة حقيقية.
يوم الافتتاح، وقفت ليلى قدام الجسر، ابتسمت وقالت لنفسها:
“كل شي بيبدأ بحلم، وأنا حلمي صار حقيقة.