كان يا مكان، في قرية صغيرة وحلوة مليانة شجر وزهور، عاشت بنت اسمها ليلى. ليلى كانت تحب الحيوانات مرة، وكل يوم تروح الغابة اللي جنب بيتها، تتمشى وتسمع صوت العصافير وتجمع الزهور.
في يوم، وهي تتمشى تحت شجرة كبيرة، سمعت صوت غريب، زي كأنه بكاء خفيف. وقفت وبدأت تدور حوالين الشجرة، لين شافت عصفور صغير واقع على الأرض، وجناحه كان مكسور.
ليلى انحنت عليه وقالت بصوت ناعم:
“يا صغير، وش صار لك؟ لا تخاف، أنا هنا عشان أساعدك.”
مسكته بحذر بيديها ورجعت به البيت. أول ما وصلت، جهزت له صندوق صغير، حطت فيه قطعة قماش ناعمة عشان يكون مرتاح. بعدين، نظفت جناحه وربطته بقطعة قماش خفيفة.
طول اليوم، ليلى كانت جنبه. حطت له شوي حبوب ومويه، وجلست تكلمه بصوت حنون:
“ما عليك، بتتعافى قريب وتطير مثل أول.”
العصفور كان يناظرها بعينه الصغيرة، وغرد بصوت خفيف كأنه يقول:
“شكراً.”
مرّت الأيام، وليلى كانت تهتم فيه كل يوم. كل صباح، كانت تجلس جنبه وتغني له بصوت ناعم. مع الوقت، بدأ جناحه يتحسن وصار يغرد بصوت أقوى.
في يوم من الأيام، قررت ليلى تطلع العصفور للحديقة. شالته بحذر وقالت:
“اليوم بنجرب، إذا جاهز تطير، أنا واثقة إنك بتقدر.”
وقفت في وسط الحديقة، ومدّت يدها. العصفور نظر لها شوي، كأنه متردد، وبعدين فتح جناحه وبدأ يرفرف. طار شوي في السماء، ودار حول ليلى كأنه يشكرها.
رجع وقف على كتفها، وغرد بصوت جميل. ليلى ضحكت وقالت:
“كنت عارفة إنك قوي، أنا فخورة فيك.”
من بعدها، صار العصفور يزورها كل صباح. يجلس على شباك غرفتها ويغني لها. ليلى صارت تحس إن اللي سوته مع العصفور علمها درس مهم:
“اللطف والاهتمام حتى مع الأشياء الصغيرة يصنع فرق كبير.”
وهكذا، صارت ليلى والبسمة ما تفارق وجهها، والعصفور صار جزء من حياتها اليومية، يغني لها أغاني الصباح ويملي قلبها بالفرح.