كان يا مكان، في قرية صغيرة جنب الجبال، عاشت بنت اسمها سلمى. سلمى كانت شجاعة وفضولية، وتحب تستكشف كل زاوية من قريتها. دايم تحب تساعد أهلها وتبحث عن أي مغامرة جديدة.
في يوم من الأيام، وهي تتمشى قرب السوق، شافت حقيبة قديمة مرمية جنب سور قديم. الحقيبة كانت شكلها غريب، جلدها مهترئ وعليها نقوش ما قد شافتها من قبل. سلمى قربت منها وفتحتها ببطء.
وفجأة، طلع منها صوت يقول:
“مرحباً يا سلمى!”
قفزت سلمى للخلف وقالت بخوف:
“مَن؟ من اللي يتكلم؟”
ظهر من الحقيبة نور لامع، وطلع منه مخلوق صغير يشبه الدمية لكنه حي. قال:
“أنا روح الحقيبة العجيبة. أنتِ الآن مالكة الحقيبة، وأنا هنا عشان أساعدك.”
سلمى اندهشت وقالت:
“أساعدني؟ كيف يعني؟”
رد المخلوق:
“الحقيبة هذي فيها أشياء سحرية، تقدر تساعدك تحل مشاكل قريتك، لكن لازم تستخدميها بحكمة.”
سلمى كانت متحمسة، وقالت:
“طيب، خلنا نبدأ! وش أول شيء تسويه الحقيبة؟”
المخلوق قال:
“ركزي على مشكلة تبغين تحلينها، وأنا أطلع لك الشيء اللي تحتاجينه.”
فكرت سلمى وقالت:
“فيه بئر الموية عندنا نشف، وأهل القرية يعانون من قلة الموية. أبغى أساعدهم.”
فتح المخلوق الحقيبة، وطلع منها عصا صغيرة. قال:
“هذي العصا السحرية، تقدري تستخدميها لتحفر بئر جديد، الموية فيه ما تنتهي أبدًا.”
أخذت سلمى العصا وركضت للبئر القديم. بدأت ترسم على الأرض حول البئر، وفجأة، انفجر المكان بمياه عذبة صافية. أهل القرية تجمعوا وهم يصفقون وفرحين، وسألوا سلمى كيف صار هذا؟
ابتسمت سلمى وقالت:
“مجرد شيء تعلمته من صديق جديد.”
لكن الحقيبة ما كانت فقط لحل المشكلات السهلة. في يوم آخر، صار فيه خلاف كبير بين أهل القرية، الكل صار يلوم الثاني. سلمى فكرت وقالت للمخلوق:
“كيف أقدر أخليهم يتفاهمون بدل ما يتشاجرون؟”
فتح الحقيبة، وطلع منها مرآة صغيرة. قال:
“هذي مرآة الحقيقة. خلي كل شخص ينظر فيها، وراح يشوف أخطاؤه بوضوح.”
سلمى أخذت المرآة ومرت بها على كل شخص في القرية. كل واحد شاف انعكاس نفسه وعرف إنه كان غلطان. صاروا يعتذرون لبعض، ورجعت القرية للهدوء.
مع مرور الأيام، سلمى صارت تستخدم الحقيبة بحكمة. تعلمت إنها ما تحل كل مشكلة بالسحر، لكنها تستخدمه فقط لما يكون ضروري.
وفي يوم، قال المخلوق:
“سلمى، أنتِ الآن أثبتِ إنك قائدة حكيمة. الحقيبة ما عاد تحتاجيني، وأنا لازم أروح.”
سلمى حزنت، لكنها شكرت المخلوق وقالت:
“أنت علمتني إن الحل مو بالسحر فقط، بل بالعقل والطيبة.”
اختفى المخلوق، وبقيت الحقيبة ذكرى جميلة لسلمى، تعلمت منها أن الحكمة والشجاعة هم أعظم السحر في الحياة.