في حي صغير قريب من الغابة، كانت تعيش آية، بنت صغيرة مغرومة بالمغامرات والاكتشافات. آية كانت ديما تحب تمشي في الغابة وتكتشف أماكن جديدة، وكانت ديما تشوف القصر المهجور في طرف الغابة وتقول لنفسها:
“شنوة اللي يخوف في القصر هذا؟ يمكن فيه حكايات مش معروفة.”
الناس في الحي كانوا ديما يحكوا قصص عن القصر. جدها مرّة قال لها:
“القصر هذا كان ملك لعائلة غنية زمان، لكن صار حاجة غريبة وما عادش حدّ عاش فيه.”
الناس قالوا إن القصر مسكون، وإنه أي حد يدخل يصير له حاجة غريبة. لكن آية كانت شجاعة وما تخافش. بالعكس، كانت عندها رغبة كبيرة تكتشف السرّ.
البداية
في نهار من نهارات الصيف، الجو كان جميل، والشمس طالعة. آية قررت إنها تستغل الفرصة وتمشي للقصر. أخذت معها حقيبتها الصغيرة، فيها كشاف، دفتر، وقلم باش تكتب كل حاجة تشوفها.
لما وصلت للقصر، شافت البوابة القديمة اللي كانت مكسورة، وأشجار طويلة ملتفة حوالين القصر. الباب كان مفتوح شويّة، دفعته ودخلت بحذر.
القصر كان واسع وكبير. الحيطان كانت مزيّنة برسومات قديمة، لكن كلها متربة. الأرضية كانت مليانة أوراق يابسة وكسر خشب. الجو كان هادي، لكن فيه صوت خفيف يشبه صفير الريح.
الاكتشاف الأول
آية بدات تمشي في القاعة الكبيرة وتكتشف المكان. شافت كراسي قديمة، صور معلّقة على الحيطان، ودرج طويل يوصل للطابق الثاني. فجأة، شافت حاجة تلمع في طرف القاعة.
كي قربت، لقات صندوق صغير، مصنوع من الخشب، وعليه نقوش قديمة. قلبها بدأ يدق بسرعة، وفتحت الصندوق بحذر. لقت فيه رسائل قديمة مكتوبة بخط اليد. مسكت أول رسالة وبدأت تقرا:
“إلى أهل الحي، نحن نخزن الطعام والماء في هذا القصر، وإذا احتجتم المساعدة، نحن دائمًا هنا.”
آية كانت مبهورة، الرسائل كانت تحكي عن عائلة كانت تعيش في القصر وتساعد الناس وقت الأزمات.
المغامرة في الطابق الثاني
لكن الفضول ما وقفش هنا. آية قررت تطلع للطابق الثاني. الدرج كان قديم ويصدر صوت كل ما تخطو خطوة. لما وصلت، لقت غرفة صغيرة بابها مفتوح شويّة.
دخلت الغرفة ولقت كتب قديمة مرمية على الأرض. لما فتحت واحد منهم، لقت خرائط صغيرة للغابة وحاجات مكتوبة عن كنوز ممكن تكون مدفونة فيها.
فجأة، شافت خيال صغير يتحرك من الشباك. اتوترت شويّة، لكن شجاعتها خلتها تستمر. طلعت من الغرفة ونزلت بسرعة للصندوق.
النهاية
رجعت آية للقرية وهي حاملة الصندوق، وبدأت تحكي للناس الحكاية. قالت لهم:
“القصر هذا ما فيهش خوف، بالعكس، فيه تاريخ وحكايات جميلة عن الناس اللي كانوا يساعدوا غيرهم.”
الناس في القرية فرحوا بالكلام هذا، وقرروا يزوروا القصر مع آية. ومن يومها، القصر ما عادش مهجور. صار مكان الناس يجتمعوا فيه ويحكوا حكايات زمان.
آية حسّت بالفخر، وقالت لنفسها:
“ديما المغامرات تخلي الحياة أجمل، والسر لازم ديما يتكشف.”