سرّ القلادة المخبّية

في حوش قديم وسط الواحة، كانت تعيش فاطمة مع جدّتها اللي ديما تحكي لها حكايات عن الماضي. لكن فاطمة كانت تحسّ إن في حاجة مخبّية، سرّ محدش يعرفه غير جدّتها. كانت الجدة كل مرة تلبس قلادة فضية، قديمة لكن لامعة، وما كانتش تفارقها أبدًا.

نهار من النهارات، وهي تقعد جنب جدّتها في الحوش، سألتها:

“تي يا جدّة، شن سرّ هالقلادة؟ عمري ما شفتك تفكّيها!”

ضحكت الجدة وقالتلها: “هاذي مش قلادة عادية، فيها سرّ كبير، لكن وقت اللي تستحقيه، القلادة هي اللي بتقولك عليه.”

فاطمة ما فهمتش، لكنها عرفت إن في حاجة مخبّية، حاجة لازم تكتشفها بنفسها.

بعد كم يوم، وهي تنظّف الحوش، شافت نور خفيف يخرج من القلادة وهي معلّقة على الجدار. قلبها بدى يدقّ بسرعة، قرّبت وشدّتها، لكن فجأة، انفتح القفل متاعها وطيح منها ورقة قديمة ملفوفة بعناية.

فتحت الورقة، ولقت مكتوب فيها بخطّ يد قديم: “اللي يلقى هالرسايل، لازم يعرف إن الحقيقة مخبّية تحت النخلة الكبيرة.”

فاطمة طلعت تجري للحديقة، شافت النخلة اللي في نصّ الواحة، وقعدت تحفر عند جذعها. بعد شويّة، صوابعها حسّت بحاجة صلبة، شدت عليها، وطلعت صندوق صغير مدفون في الرمل.

فتحته بحذر، ولقت داخله صورة قديمة لجديها وهو شاب، وكان واقف قدام قصر كبير ما تعرفهش. مع الصورة، كان ثمّا مفتاح صغير.

“شن القصر هذا؟ وشن يفتح هالمفتاح؟”

فاطمة عرفت إن القصة ما زالت في أولها، وإن المغامرة الحقيقية توّا بتبدأ.

Scroll to Top