في حديقة بيتهم، كانت أمل بنت صغيرة تحب تلعب بين الأشجار وتسمع صوت العصافير. كل يوم بعد المدرسة، تجري للحديقة وتجلس تحت شجرة السدر الكبيرة، تراقب الطيور وهي تطير وتغرد.
يوم من الأيام، شافت عصفورة صغيرة واقعة على الأرض، كانت تحاول تطير لكن ما تقدر. ركضت أمل بسرعة وقالت:
“يا حليلك، شفيك ما تقدرين تطيرين؟”
قربت منها بهدوء، وشافت جناحها يتحرك شوي بس مو بقوة. قالت في نفسها: يمكن جناحها مكسور؟ قررت تساعدها، فخذتها بحذر وراحت لأمها.
أمها ابتسمت وقالت:
“يا زين قلبك يا أمل، نقدر نحطها في صندوق صغير ونرعاها لين تتعافى.”
حطت أمل العصفورة في صندوق ناعم، وجابت لها شوية حبوب وموية. كل يوم كانت تجي تشوفها، تكلمها وتقول لها:
“لا تخافين، أنا وياك، وبترجعين تطيرين قريب إن شاء الله!”
بعد أيام، بدأت العصفورة تحرك جناحها بقوة أكثر، وصارت تنط داخل الصندوق كأنها تبي تطير. فرحت أمل وقالت لأمها:
“أمي! أمي! العصفورة تحسنت! نقدر نرجعها للحديقة؟”
أخذت أمها وأخوها الصغير معهم العصفورة للحديقة. فتحت أمل يدها، والعصفورة وقفت شوي، بعدين رفرفت بجناحها وطاررررت فوق!
أمل صاحت بفرح:
“طااارت! الحمد لله، طارت!”
العصفورة درت فوقهم كأنها تودعهم، بعدين راحت مع باقي العصافير. ابتسمت أمل وقالت:
“يمكن ترجع تزورني يوم من الأيام!”
ومن وقتها، كل ما شافت عصفورة تطير في الحديقة، تبتسم وتقول:
“يمكن تكون صديقتي العصفورة!”